لا يفتى.. ومالك في المدينة
انت في الصفحة 1 من صفحتين
يروى ان امرأة في المدينة المنورة ماتت فجيء اليها بالمغس@لة، فلما وضع الجث@مان وتقدمت المغ@سلة لتباشر الغسل، صبت الماء على جسد هذه المي@تة وجعلت تدلكه فلما وصلت بالدلك الى موضع العفة، قذ@فتها بالسوء وقالت: كثيرا ما ز@نى هذا الف@رج..! فالتصقت يد المغ@سلة بجسم الم@يتة، وجعلت لا تستطيع فصلها عن جسمها، فأغلقت الباب حتى لا يراها احد على هذه الحال، وأهل الم@يتة ينتظرون خروج المغ@سلة من البيت، لكنها أبطأت، فدخلت احدى النساء عليها فرأتها على هذه الهيئة، فحاولوا فصل اليد الملتصقة بالجسم، لكنهم لم يستطيعوا، فسألوا العلماء في شأنها فتحيروا واختلفوا،
ايقطع جزء من جسم الميتة لتخليص اليد؟ ام تقطع اليد وتدفن مع الججث0ة؟ وبعد اخذ ورد اهتدوا ليسألوا عالم المدينة وقالوا: علام نختلف وبيننا الامام مالك؟ فسألوه فحضر بنفسه وسأل الم@غسلة من وراء الباب: ماذا قلت في حق المي@تة؟ فصارحته بالحقيقة.. فقال مالك: هذه المرأة قاذ@فة وحد الق@ذف ثمانون جلدة، فلتجلد المرأة ثمانين
جلدة، فباشروا الجلد، وبعد تمام الجلدة الثمانين رفعت يد الم@غسلة عن جسم الم@يتة وانفصلت عنها! ومنذ ذلك الحين قالوا: لا يفتى ومالك في المدينة! وذهبت مثلا. وبذكاء الامام
مالك ونظره الثاقب حلت هذه المعضلة. الإمام مالك بن أنس هو كما أطلق عليه من ألقاب: شيخ الإسلام وحجة الأمة وإمام دار الهجرة ومفتي الحجاز وفقيه الأمة وسيد الأئمة.. جمع بين علم الحديث وعلم الفقه، وبرع في هذين العلمين حتى عدَّه أهل الحديث محدثاً، وعده أهل الفقه فقيهاً، وهو بلا ريب محدث جليل يدل على ذلك كتابه الشهير “الموطأ”، وهو فقيه بارع يدل على ذلك مذهبه في الفقه الإسلامي المعروف بـ “المذهب المالكي“. يعتبر الإمام مالك بن أنس ثاني أئمة المسلمين السنة الأربعة الذين يجمع على إمامتهم أهل السنة بجميع توجهاتهم، وهم متفقون على كل الأصول الفقهية، أما المسائل الفرعية التي اختلفوا فيها، فهي التي كوّنت نشأة المذاهب الفقهية الأربعة