كان هناك ساق اسمه محمد، يبيع الماء للناس وهو يتجول بجرته الطينية في الأسواق
انت في الصفحة 2 من صفحتين
أخاف يا سيدي إن أخبرتك قطعت رأسي. فقال الملك: لك مني الأمان فقل ما عندك. قال الوزير: لقد اشتكى محمد الساقي من رائحة فمك الكريهة يا سيدي.
أرعد الملك وأزبد وذهب عند زوجته فأخبرها. قالت: من سوّلت له نفسه قول هذا غدًا يُقطع رأسه ليكون عبرة لمن سولت له نفسه الانتقاص منك. قال لها: ونعم الرأي. وفي الغد استدعى الملك الجلاد
وقال له: من رأيته خرج من باب قصري حاملًا باقة ورد فاقطع رأسه.
حضر الساقي إلى القصر كعادته في الصباح وقام بتوزيع الماء، وحين حان موعد عودته إلى بيته أعطاه الملك باقة ورد هدية له، وعندما هم الساقي بالخروج التقى بالوزير الذي قال له: من أعطاك هذه الورود؟ قال محمد: الملك. فقال له الوزير: أعطني إياها فأنا أحق بها منك. فأعطاه الساقي الباقة وانصرف، وعندما خرج الوزير رآه الجلاد حاملًا باقة ورد فقطع رأسه.
وفي الغد حضر الساقي كعادته دائمًا ملثمًا حاملًا جرته وبدأ بتوزيع الماء على الحاضرين. استغرب الملك رؤية الساقي لظنه أنه مي@ت، فنادى عليه وسأله: ما حكايتك مع هذا اللثام؟ قال محمد: لقد أخبرني
وزيرك يا سيدي أنك تشتكي من رائحة فمي الكريهة وأمرني بوضع لثام على فمي كي لا تتأذى.
سأله الملك مرة أخرى وباقة الورد التي أعطيتك إياها؟قال محمد: أخذها الوزير، فقد قال إنه هو أحق بها مني. فابتسم الملك وقال حقًا هو أحق بها منك، وحسن النية مع الضغينة لا يلتقيان.