قصة النداهه
وفعلا بص مجاهد من الشباك، وهو مستغرب إزاي صباح تجيله في الوقت دا
وقالت صباح: خلاص يا مجاهد بلاش جواز خالص...
خلاص يا مجاهد بلاش جواز خالص، بس ياريت تخلي علاقتنا مستمرة وما تنتهيش..
وهنا مجاهد حس إن قلبه بيرقص، خلاص خلص من الورطة ال كانت بتطارده وبتهدده، ودلوقت صباح بقت مجرد جسم، والجسم دا تحت مجاهد ببلاش، وليلتها طلبت صباح من مجاهد يقابلها حالا على شط الترعة، هي خلاص ما بقتش قادرة تستغنى عنه، وفعلا سبقته صباح على الترعة، وكان ليلتها السما مافيهاش ولا نجمة وكأن القمر هو كمان نايم ومتغطي بالسحب السودا، علشان كدا الأشجار الخضرا كانت شكلها أسود، ومية الترعة كمان كانت متغطية بالشابورة، وما كانش حد صاحي ليلتها غير الصراصير والضفادع، والديابة ال كانت بتعوي، وزي ما تكون بتحذر مجاهد إنه ما يروحش ورا صباح، أوعى تروح يا مجاهد أوعى نام يا مجاهد الليلة، وإلا هتنام للأبد..
لكن للأسف مجاهد راح لصباح على شط الترعة، ووقفت صباح ترقص على شط الترعة، وتقلع هدومها حتة حتة، وتنادي
وتقول: تعالى يا مجاهد تعالى تعالى، تعالى يا مجاهد، وهنا مجاهد حس إنه بقى عبد لصباح، وقرب من صباح وأجسامهم أصبحت جزء واحد، وف لحظة ضعف مجاهد، لقى سكينة رشقت في جنبه
أيوة صباح خلصت عليه، ودي كانت خطتها لما عرفت إن مجاهد خلاص اتخلى عنها وضربها بمبة، هي كمان ضربته قنبله، والقنبلة دي انفجرت فيه، وخلته يخرج برا الحياة خالص، بعد كدا صباح لقت نفسها بتجري بتجري في المزارع، بتجري في الغيطان المسقية تجري وتصرخ وتصرخ
وفات يوم واتنين ومجاهد ما بيظهرش لا في بيت ولا في غيط، والناس لاحظت غياب مجاهد، علشان كدا بقوا يلفوا عليه القرية كلها حتى صباح القاتلة كانت بتلف معاهم
وتزعق وتقول: مجاهد أنت فين يا مجاهد..
لحد ما في يوم ججث0ة مجاهد ظهرت على سطخ المية، وكانت الججث0ة كأن حد سرق منها كل الأعضاء، أيوة إظاهر إن السمك قرقش بطن مجاهد بال فيها، والججث0ة وقفت قدام الستات ال كانت بتغسل في الترعة وكأن الججث0ة طالبة إنها تندفن، وهنا بقى الستات صرخت، والرجالة جت جري، وطلعوا الججث0ة من الترعة، وبالرغم من إن وش مجاهد كان متاكل، إلا إن الفلاحين عرفوا إن دا هو جسم مجاهد، وهنا انتشر بين الناس إن مجاهد م١ت م١ت، وطالما جثته طلعت من الترعة يبقى الجن هو أل قتله، أيوة مجاهد غلط وكان بيصطاد سمك بالليل، وما يعرفش إن الليل، هو وقت الجن إل مش لازم أي فلاح يظهر فيه...
ومرت الأيام ورا بعضها....
ومرت الأيام ورا بعضها، ووقفت صباح القاتلة جنب شباك سرحان
وندهت: سرحان يا سرحان..