وريقة الحناء
تبسمت العجوز لكلام وريقة الحناء وقالت تطمئنها وهي تربت على ظهرها: لا عليك يا بنيتي لا تنزعجي من شيء قومي فورا واغتسلي وتزيني وأذهبي إلى العرس مثل سائر الفتيات
وأنا سأتكفل بعمل كل ما طلبته منك خالتك في لحظات
قالت العجوز ذلك ثم مدت يدها إلى صندوق بجانبها وأخرجت من داخله ملابس من الحرير الفاخر وعقودا من الذهب والماس
وقدمت لها حذاء أبيض ليس له شبيه ثم راحت تساعدها على ارتداء ملابسها والتزين بالحلي وتمشط لها شعرها وعندما انتهت من ذلك قالت تنصحها:
أذهبي رأسا إلى بيت العرس وابدئي بالرقص فور وصولك ولا تلتفتي لأحد أثناء رقصك وعندما تقنع نفسك عودي سريعا إلى البيت مفهـوم؟
فردت عليها وريقة ألحنا وهي تكاد تطير من الفـرح مفهـوم يا جـده ثم طبعت قبلة على جبين العجوز وانصرفت مسرعة إلى حيث يقام العرس وراحت تجري وهي ممسكة بيديها أطراف ثوبها لئلا يتسخ من التراب.
وعندما وصلت إلى مكان الحفل اتجهت مباشرة إلى حلبة الرقص وأخذت تزيح الواقفين في طريقها بيديها حتى وصلت إلى وسط المرقص فراحت ترقص وترقص والجميع
يشاهدونها ويتعجبون من جمالها.
ومن الملابس والحلي التي تكسوها ويتساءلون فيما بينهم حول بنت من عساها تكون وهل هي إحدى الأميرات أم أنها من عامة الشعب ؟
همست كرام في أذن أمها قائلة: إنها تشبه وريقة الحناء ولو كنت غير متأكدة من وجودها في البيت لقلت أنها هي دون شك.
فزجرتها أمها قائلة: ما الذي سيأتي بوريقة الحناء إلى هنا وقد تركناها ولديها عمل لن تخلص منه قبل أسبوع
ثم أردفت متسائلة: ثم من أين لوريقة الحناء إن صح ظنك بهذه الملابس والمجوهرات التي لا يقدر على شرائها آلا بنات الأكابر ثم تنهدت بحرقة وقالت متحسرة:إيه يعلم الله أبنه أي سلطان هي
أثناء ذلك كان إبن السلطان يتابع رقص وريقة الحناء باهتمام شديد ولم يغب نظره عنها للحظة حيث كان قد فتنه جمالها. واُعجب بحسن هندامها وطيلة الوقت لم يكن مشغولًا بغيرها.
وعندما شعرت وريقة الحناء بالتعب من شدة الرقص عملت بنصيحة المرأة العجوز فتركت الحلبة مسرعة وآخذت تجري نحو باب الخروج حيث كانت تقف خالتها مع ابنتها كرام بين حشود الحاضرين.
وهناك وقعت عينيها بعيني خالتها التي أخذت تدقق النظر بوجهها فأنتابها عندها الخوف من التعرف عليها وأسرعت في مشيها وهي تتحاشى النظر بوجه خالتها فوقع منها أثناء ذلك حذائها عند مدخل الباب فتركته ورجعت إلى البيت مسرعة
لتصله قبل أن تصله خالتها وابنتها كرام ثم قامت بخلع ملابسها الجديدة وارتدت أسمالها البالية ونكشت شعرها ثم اتجهت نحو المطبخ لتتفقد ما تكفلت المرأة العجوز القيام به.