وريقة الحناء
فقالت لها وريقة الحناء محاولة تبديد المخاوف من نفسها لا تقلقي بشأن ثوب الزفة أذهبي أنت إلى المطبخ وتناولي ما تشتهي نفسك من طعام وأنا سأجلس هنا بدلا عنك تحت غطاء الوجه الذي ترتدينه ريثما تعودين.
خلعت كرام غطاء وجهها وألقته جانبًا وتوجهت مسرعة نحو المطبخ تبحث عن أواني اللحم وتمد يدها لتفتش ما بداخلها. تخرج أجزاء مما يحتويه كل إناء فتتذوقه بشراهة
أما وريقة الحناء فقط ظهرت لها العجوز وقامت بمساعدتها على ارتداء أفخر الملابس والتزين بأجمل الحُـلي التي أحضرتها معها وجلست تنتظر موعد الزفاف بدلًا من كرام.
واقبل المراوحة من قبل السلطان لاخذ العروس آلي منزلها الجديد واقترب موعد الزفاف وحانت لحظات خروج العروس من بيتها فاتجهت أم كرام لتزيح الغطاء الذي يغطي وجه العروس وتودع ابنتها فذعرت عندما طالعها وجه وريقة الحناء بدلًا من وجه ابنتها كرام.
فأخذت تسألها بحنق: أين كرام ولماذا أنت تجلسين مكانها ؟
ردت عليها وريقة الحناء وهي كآسفة الوجه لقد شعرت بالجوع فذهبت إلى المطبخ للأكل وطلبت مني أن أجلس مكانها ريثما تعود.
راحت الأم تنادي أبنتها والحنق يملأ نفسها وا كرام.. وا كرام.. أين انت... وا كرام.
أسرعت نحو المطبخ لتعود بكرام إلى مكانها ودخلت عليها المطبخ لتجد أبنتها وقد حشرت رأسها في قدر كبير مليء باللحم ولم تستطيع الخلاص منه وكانت كلما رفعت القدر بيديها لتخرج رأسها منه أنكب المرق على ملابسها،
فعمدت أمها إلى كسر القدر حتى برز رأس كرام من الأجزاء الباقية حول عنقها وراحت تتطلع إلى ملابس أبنتها وزينتها فوجدتها قد اتسخت وتشوه زينة وجهها وتسريحة شعرها
ولا يوجد لديها متسع من الوقت لكي تعيد إصلاح ذلك. خاصة وقد دقت الطبول منذرة بخروج العروس وزفتها إلى بيت إبن السلطان فسكتت على مضض وأخذت تبكي وهي تندب حظها وحظ أبنتها وتشاهد وريقة الحناء تزف بدلًا من ابنتها كرام إلى بيت إبن السلطان.
عندما وصلت وريقة الحناء إلى بيت إبن السلطان قام باستقبالها بنفسه فرافقها إلى القصر وعاشت معه عيشه سعيدة لا يكدر صفوها شيء
كاد خلالها إبن السلطان أن ينسى زوجته الأولى التي دفعتها الغيرة من وريقة الحناء إلى التآمر مع ماشطة ساحرة بأن تقوم بتحويل وريقة الحناء إلى طائر فوافقت الماشطة على القيام بذلك.
وذهبت ذات يوم إلى وريقة الحناء لتمشط لها شعرها كعادتها. قامت بغفلة منها أثناء تمشيط شعرها بغرس عدد سبع شوكات مسحورة من شجر الطلح في مؤخرة رأسها تحولت بعدها وريقة الحناء إلى طائر ( جولبة ) طارت من شباك الغرفة إلى خارج البيت....
ذهبت الماشطة الساحرة ذات يوم إلى وريقة الحناء لتمشط لها شعرها كعادتها قامت بغفلة منها أثناء تمشيط شعرها بغرس عدد سبع شوكات مسحورة من شجر الطلح في مؤخرة رأسها تحولت بعدها وريقة الحناء إلى ( جولبة ) طارت من شباك الغرفة إلى خارج البيت.
راح إبن السلطان يبحث عنها من مكان إلى مكان فلم يعثر عليها. وعندما تملكة اليأس قام باتهام أباها بخطفها وإخفائها عنه بغية ابتزازه. فأمر بحبسه وربطة إلى مربط الخيل حتى يحضرها اليه.