قصة أصفهان
ما.تت صفاء هي واللي في بطنها ومن يومها وعبد الجواد اتغير ١٨٠ درجة، مابقاش هو عبد الجواد اللي كل الناس تعرفه، الضحكة اللي ماكانتش بتفارق وشه اختفت، بقى بيقعد لوحده بالساعات مع الخيل في الاسطبل.. او تقدر تقول مش مع الخيل كله، هو كان بيقعد مع مُهرة صغيرة كان اشتراها من واحد صاحبه عشان لما مراته تخلف، تبقى دي اول حاجة تتكتب بأس.م المولود، لكن المولود راح هو وامه.. والمُهرة الصغيرة اللي كان اس.مها أصفهان، هي اللي فضلت عايشة، وعبد الجواد تقريبًا مابيفارقهاش، بقى بيقعد جنبها بالساعات من غير أكل ولا شرب، ولما كان غراب اللي شغال معاه بيروح يكلمه او يحاول يخفف عنه ويقول له..
-عبد الچواد بيه.. وحد الله واطلع الفيلا ارتاحلك شوية، انا خليت الخد.م يعملولك أكل يرم عضمك، حړام عليك حالك.. هم أكيد في مكان أحسن دلوقتي، واللي انت بتعمله في نفسك ده مش هيرجعهم من المoت، الأفضل إنك تدعيلهم يا بيه.
كان عبد الجواد يبص له بنظرة فاضية ويجاوبه..
-مراتي واللي في بطنها ماما.توش، دول اتخطفوا.. اتخطفوا مني وانا هرجعهم تاني.. هرجعهم.. هرجعهم.
وكان يفضل معلق على كلمة هرجعهم دي وهو سرحان لحد ما غراب يزهق منه ويسيبه ويمشي.
قصة أصفهان
ومع الوقت فضل عبد الجواد على الحال ده، لحد ما في ليلة من الليالي خد بعضه وخرج يتمشى برة الاسطبل، كان سارح وشارد في همه وأحزانه، رجله فضلت ساحباه لحد ما وصل عند مكان متطرف في البلد.. المكان ده ماكنش فيه أي مباني غير مبنى واحد بس، بيت صغير كده من دور واحد، لما تعب عبد الجواد من المشي قعد على المصطبة الأس.منت اللي قصاده، قعد ياخد نَفسه ويبص للنجوم في عز الليل وهو بيكلم نفسه وبيدعي ربنا إنه يمو.ت عشان يرتاح من الهم والحزن اللي بقى عايش فيهم، وفي لحظة قطڠ صوت تفكيره مع نفسه صوت باب البيت وهو بيتفتح، بص عبد الجواد ناحية الباب، وساعتها لقى راجل عجوز خرج منه، كان لابس عِمة كبيرة وجلابية رمادي، ملامحه جامدة وقوية.. تشبه كتير لحياة عبد الجواد ومآساته اللي عايشها، بص الراجل لعبد الجواد وقب.ل ما يقول له أي حاجة، اتكلم هو وقال له..
-لا مؤاخذة يا حاچ.. انا كنت بتمشي قريب من هنا ورجلي وجعتني فقعدت ارتاح شوية واخد نفسي.